عشية اجتماع لمجلس الوزراء مطروح على جدول أعماله قضايا عدة من بينها ارتفاع الأسعار وخطة الطوارئ، يلتقي سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد صباح اليوم رئيس الحكومة بالانابة وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك لمناقشة ابرز ما هو مطروح على الساحة المحلية.
وذكرت مصادر مطلعة أن «الشيخ جابر المبارك سيعرض أمام سمو نائب الأمير خطوات الحكومة لمواجهة الغلاء، والقرارات الصادرة أو التي ستصدر في هذا الشأن»، مبينة أن «تقريرا موسعا عن الأسعار سيناقش في جلسة الحكومة غدا».
وأوضحت المصادر أن «الشيخ جابر المبارك سيطرح أمام سمو نائب الأمير خطة الطوارئ لمواجهة احتمالات حرب في المنطقة»، موضحة أن هذه الخطة «ستكون مطروحة على جدول أعمال مجلس الوزراء غدا من خلال تقرير موسع يقدمه وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد، ويتناول استعدادات الجهات الحكومية لأي حرب في المنطقة».
من جهة أخرى، عاد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح مجدداً ليدعو إيران الى الاستجابة لقرارات الشرعية الدولية «فعدم استجابتها يخلق رد فعل عالميا، وعقوبات تدخل المنطقة إلى توتر جديد».
وذكر الشيخ محمد الصباح في لقاء مع قناة العربية ان «دول مجلس التعاون الخليجي تؤيد الحق في امتلاك الطاقة النووية السلمية، وترفض استخدام العمل العسكري ضد إيران، ونطلب استمرار الحوار والتعامل من خلال القنوات الشرعية الدولية السلمية»، مضيفاً «من باب النصيحة والصداقة والأخوة والجيرة نقول ان الكلام عن اغلاق مضيق هرمز يؤثر علينا بشكل كبير.. وعلى إيران طمأنة العالم الى سلمية برنامجها النووي».
وتابع: «نرفض التصعيد على إيران، وهذا ما أعلناه، ولدينا الجرأة ان نتخاطب مع الحلفاء الاساسيين بما نراه لمصلحة الكويت والمنطقة.. ولذلك نحن ضد استخدام القوة ضد إيران.. مثلما كنا غير راضين عن طريقة التعامل في العراق بعد سقوط صدام حسين».
من جهة اخرى، اوضح الشيخ محمد الصباح ان «الديون الكويتية على العراق قديمة لم تطالب بها الكويت، ويجب ان يدفعها العراق او يدفع فوائدها.. وهذه حقوق للشعب الكويتي، ولكن لن تكون هذه الديون ولن نسمح بأن تكون عبئا على العراق، او ان تنتقص من لقمة العيش العراقية، مبيناً ان الوضع الاقتصادي في العراق يشهد تحسنا كبيرا خلال هذا العام وسيكون لديه فائض كبير في الموازنة».
وردا على سؤال حول وجود اصوات عراقية لا تزال تنادي بان الكويت جزءا من العراق قال الشيخ محمد «هناك اناس لا يؤمنون بالعروبة ولا يؤمنون بالله كما توجد اطياف غريبة عجيبة في المجتمع.. نحن نتعامل مع من هو في الحكم ونتعامل مع الخطاب الرسمي العراقي والذي يجب ان يكون ملتزما بقرارات الشرعية الدولية وبقرارات الامم المتحدة».
وعن وجود مثل هذا الخطاب قال الشيخ محمد «ان الظاهرة الاعلامية الصدامية قد اخذت بعدا كبيرا في غسل عقول الكثير من المواطنين العراقيين وقضية هذه الثقافة وهي ثقافة الاغتصاب والغدر التي رسخها صدام وانا متأكد من ان هناك مجاميع لم تزل لديها هذه الثقافة ومسؤولية الشعب العراقي ان يطهر نفسه من هذه الامراض الاجتماعية او الافات الفكرية ونحن سوف نساعد».
واكد انه منذ سقوط النظام البائد فتحت الكويت ابوابها للشعب العراقي واقامت مراكز للمساعدات الانسانية وهي تستمر بارسال المساعدات والمؤن للشعب العراقي.
وردا على سؤال حول ما اذا كان ترسيم الحدود هو الحل قال الشيخ محمد «هناك من يسأل عن الحدود ومن يسعى للحصول على اجابة مختلفة لكن الاجابة قلناها منذ اكثر من 15 عاما بان القرار (833) رسم الحدود ما بين الكويت والعراق وانتهى الامر ولم يعد هناك اي جدل بهذا الامر.. وقد رسمت الحدود من قبل الامم المتحدة التي وضعت اشارات حدودية على طول الحدود الكويتية العراقية بموجب القرار (833)» مشيرا الى ان هذه الاشارات «يجب ان تخضع للترميم لان عوامل الطبيعة قد تكسرها او تدفنها او تتلفها وقد تحدثنا مع الاخوة في وزارة الخارجية العراقية وتجاوبوا وتفاعلوا ايجابيا مع تشكيل لجنة موحدة لترميم العلامات الحدودية تحت اشراف الامم المتحدة».
وبين ان اعادة فتح ملف الحدود «امر غير مطروح» والاخوة في العراق يدركون ذلك مضيفا ان مثل هذا الحديث «موجود فقط بمخيلة من يمتلك ثقافة صدام.. والاشقاء في العراق يدركون هذا الامر جيدا».