غنى النفس
قصيدة جميلة جدا فيها نصائح وحكم , كتبها الشاعر في اخر حياته - رحمة الله تعالى .
غنى النفس معروف بترك المطامع === وليس لمن لا يحمد الله جامع
ولا مانع لما يعطى الله حاسد === ولا صاحب يعطيك والله مانع
ولا للفتى أرجا من الدين والتقى === وحلم عن المجرم وحسن التواضع
وصبر على الفايت زل وراس ما غلا === فما فات من الا فات ما هو براجع
فهل تدفع البلوى وهل يمنع القضا === فما للذى يأتى من الله دافع
إلى عاد ما تدفع بالاوزا مهمه === ولا يرتجى ياصاح منك المنافع
سوى ان عشت دنياك أو مت واحد === ولا انت في غد لا حد بشافع
لا تبدى اسرارك لغيرك فربما === يلومك من لافيه مافيك رامع
ولا عز إلا في لقا كل متعب === بسمى القنا والمرهفات القواطع
دع الناس من لا يبتدى منك رقة === وما الناس إلا من حسود وشانع
واحذرك عن درب الردا لا تبى الردا === فتصبح طريح بين واش وشافع
تشمت عليك اعداك في كل مجلس === وكن عاقل واترك كثير المطامع
فكم واحد يمدحك في حد حضره === وهو ربما في عرضك ان غبت راتع
يرميك بالبهتان والزور واحد === من العقل جيعان ومن الجهل شابع
ياشيت مالى حيله غير اننى === على شاطىء الجرعا أمام الخراوع
أكف دموع آلم الكف كفها === لها بين ملقاه صحن خدى تتابع
فقلت الركب شدوا اكوار كنس === عوجوا برابر سان روس الجراشع
أفيقوا كزج الحبر يا ركب ساعه === على الطل البالى لعلى أوادع
ارسوم لسلمى آنس البوم ربعها === وامست إخلاف الأنس قفز ابلاقع
بها هام قلبى واستمالت صبابتى === وغصن الرجا منى له الياس هازع
فلما حق العرف لى من منازل === أشارت بتسليمى إليه الأصابع
منازل من له في حجا لروح منزل === وفي كل واد من فؤآدى مواضع
خليلى قم لى دجى الليل بعد ما === جفا النوم عينى والبرايا هواجع
وددارت دواليب الهواجيس خاطري === وسليت من حلوى لذيذ المضاجع
فلا الوجد معدوم ولا الصبر موجد === ولا الهم عن وادي فؤادي بناجع
سل الله بالانفال والحج والضحا === وباللى الى احياه نلقاه شافع
خليلي قم في دجى الليل بعدم === جفا النوم جفني والبرايا هواجع
خلاف الجفا والهجر والياس والجا === بالاقدار يسقى دار واد المجامع
سبعة اسابيع على دور ثامن === بنجم الثريا ثم بالصرف تابع
ابنو عريض خالى اللون مظلم === منه الفرج يرجا إلى شيف طالع
لكن ربابه حين ما ينثر السدى === جنح الدجى ريلان صم المسامع
نهاره كما ليل يهيم وليله === نهار من ايضاح البروق اللوامع
إلى ما نشا عقب العشا بعدما غشى === صبا له من المشرق نسيم الذعاذع
حبذا إلى هذا وهذا رفا لذا === وهذا لهذا بالموازين تابع
وزلزل وعزل به رباب ونزل === بسجر وزجر مثل ضرب المدافع
وخيم كم الحندس وغيم وديم === إلى حيث ما يبقا بالاوطان جاضع
وصكب وسكب ثم بالغيث ركب === وغطلس توطا امن الواطا والمرافع
وثار اغبار الارض من ضرب ودقه === وأضحت منه الجازيات الرواتع
فوق الغثا شروى أنابيش عنصل === على كل جزع فوقه السيل جارع
سعا البطن والبطنان والعرض بعدم === من الوبل تخضر الغصون الرعارع
ابسيح وتسكاب إلى حيث مايشا === يجى الحول والما في خباريه ناقع
لنا ديرة من حل في ربعها أمن === ولا بات في قلبه من الخوف رامع
جنوبيها برك شمال يحدها === بنساح لها وادى ابريك مزارع
إلى ما انقضى النيروز فيها وخوظت === مطافبل غزلان المها كل خايع
سقاها الحيا في ليلة بعد ليله === من المزن هنان حقوق الروامع
ديرة شيوخ من عرانين وايل === لها باللقا يوم الملاقا وقايع
كم واحد تخشا الخميسين با سه === جعلناه قوت للنسور الهلايع
باموالنا نشرى من الحمد ما غلا === وبارواحنا يوم التلاقى نبايع
وبالمن ما نتبع عطانا ولا بعد === على الغيض قلنا ذا به البر ضايع
ذا قول من لا هو براعى سفاهه === ولا داس يوم لابسات المقانع
فيا نفس ريحى واطمإني جلاده === وكل ابن أنثى من لظى الموت جارعه
من الله مرتهب إلى الله راغب === وبالله معتصم والى الله راجع
فيا الله ياعلام الاسرار والعلن === يالى لنا فى ما قف الحشر جامع
يغنى عن الادنى والاقصى مدى البقا === وانت الذى للناس ترفع وتاضع
عن عازة تقتادنى صوب مبغض === وعن ما ينازعنى رفيج منازع
فبابك مقصود سيد البرايا محمد === عدد ما خفا نجم وما شيف طالع